منذ تأسيسها ، حرصت جمعية مبادرة أناسي للتنمية البشرية كل الحرص على الإهتمام بالطفولة و الشباب من خلال جعل انتظاراتهم التربوية و التثقيفية في صلب الإنشغالات و البرامج المسؤولة التي تتقاطع و التربية على المواطنة و مرامي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية النبيلة التي شكلت و ما تزال تشكل النواة الأساسية للرؤية التبصرية لصاحب الجلالة نصره الله سواء على مستوى الخطاب أو الممارسة الملموسة .
هذا و في أعقاب الإجتماع التقييمي الذي عقده المكتب بحضور رؤساء اللجان الفاعلة ، أسفر الاجتماع عن تسجيل الملاحظات التالية :
أولا ، استطاعت الجمعية عبر مكتبها و رؤساء اللجن المتشبعين بثقافة التطوع و الايتار و بوسائلها الخاصة و المتواضعة للغاية أن تحقق النجاح المأمول ، حيث استفاد من مواد النشاط الأطفال الذين تجاوز عددهم 400 طفل و طفلة دون احتساب الشباب و اباء و أولياء الأطفال .
و كما كان مبرمجا و متوقعا ، استمر الحفل من العاشرة صباحا ليتوقف عند الخامسة مساء مع وقفة زوالية خلال مأدبة غذاء لفائدة المشرفين على التنشيط و التنظيم و التأطير غير المباشر .
ثانيا ، ما يثلج الصدر و يشجع على المزيد من البذل و العطاء في منأى عن أي رتابة كون النشاط قد مر في ظروف أمنية ملائمة للغاية ،إذ لم تسجل خلالها أية أعمال تشويش تذكر .
و يرجع الفضل في ذلك إلى دور السلطة المحلية و الاقليمية و الدائرة الأمنية المختصة التي لم تدخر أي جهد في سبيل الحفاظ على النظام و الأمن و تسيير جل الإجراءات الادارية القبلية منها و البعدية .
و في هذا العدد ، لا يسعنا إلا أن نوجه شكرنا للمدير العام للشركة المفوض لها بجمع النفايات المنزلية تكميد الذي استجاب لطلب الجمعية ، حيث أعطى أوامره لإفاد طاقما من أعوان النظافة الذي حل بمكان الحفل في السادسة صباحا لتنظيف و تهيئة الفضاء الأخضر .
ثالثا ، إننا نسجل و بأسف شديد تعامل المقاطعة الحضرية بسيدي مومن مع مراسلات الجمعية بكثير من اللامبالات و لغة الخشب أو خطاب البكم و الصم . فرغم أننا اتصلنا مباشرة بالسيد الرئيس و قطع على نفسه وعودا تقضي بتمكين الجمعية من التجهيزات و الادوات الضرورية ، نفاجأ أخيراأنه أخل بوعوده خصوصا و أن المطالبة مشروعة حيث تتعلق بالأملاك العمومية .و بناء عليه ، فمن واجبنا ، أن نرفع إليكم هذا السلوك غير المسؤول الذي يمس في العمق مبدأ استمرارية الادارية و السير العادي للمرفق العمومي ، لقد تبين للجميع أن جل طلباتنا قوبلت بالصمت و إغلاق الهاتف و المراوغة أحيانا رغم أننا على حد تعبيره كنا ننتظر التوصل بالحواجز و المنصة و الأعلام الوطنية يوما على الأقل قبل موعد الإحتفال .
لا يخفى عليكم أننا أضحينا نعيش زمننا لا يقبل التأجيل و التردد أو حتى الاستهتار بالنوايا الصادقة التي تستهدف النهوض بوضعية الطفل بأناسي ، و هذا ما خلف لدى جل الفاعلين الجمعويين احساس عارم بالاحباط خصوصا و أننا ما نزال نجهل أسباب هذا التصرف إلى حدود تحرير هذا الكتاب .
و إذ نرفع إليكم هذا التظلم ، فاننا في الجمعية نفتخر بأواصر التواصل بيننا و بين السلطتين المحلية أو الاقليمية التي لا تدخر أي جهد في تعبيد الطريق أمام خدمة الصالح العام ، كما نؤكد لكم أننا غير مستعدين أن يزج بنا في متاهات و مزايدات مجانية نحن في غنى عنها و لا تخدم الطفل خصوصا في الوقت الراهن الذي يستدعي تظافر الجهود و انخراط الجميع في بناء صرح مجتمع الحداثة على أسس متينة بما يتماشى و تطلعات الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة تحت قيادة و تبصر صاحب الجلالة نصره الله و أيده .
و في الختام ، بناء على كل ما سلف بيانه لا نتوخىإلا عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي أو العادي في منأى عن الحسابات الانفرادية و الفردية الضيقة التي تعطل العمل الجمعوي الجاد و المسؤول ولا ترقى به إلى المستوى الراقي الذي ينهل من حضارة الفعل و الديمقراطية التشاركية بميادين يلتقي بها الفاعل الجمعوي و رجل الدولة و رجل السياسة و رجل الاقتصاد .
و تقبلو سيدي بقبول أسمى عبارات التقدير و الاحترام .
|